تعدّدت وتنوّعت حاجات العصر التي تفرض التحكّم في اللّغات لمواجهة الصعوبات المتزايدة التي تطبع العلاقات بين المجموعات البشريّة ،وهو تحكّم لا يمكن أن يتحقّق إلاّ بالبحث في سبل تيسير تعلّم هذه اللّغات وفي النهوض بالترجمة رغبة في نقل المعارف التي أصبحت تتطوّر وتتجدّد بوتيرة سريعة نتيجة ما يعرفه العالم من انفجار معرفي .من هنا تظهر الحاجة إلى البحث في مختلف مجالات اللّسانيات التطبيقيّة باعتبارها الميدان العلمي الذي يكفل عمليّة نقل النتائج والمبادئ النظريّة إلى مستوى التطبيق ،وباعتبارها العلم الذي يهتم بتدريس اللّغات والتوثيق والترجمة ومعالجة الاضطرابات اللغويّة وتقنيات التعبير واللّغات المتخصّصة ... وكلّ ما من شأنه أن يخدم العمليّة التواصليّة بمختلف أشكالها ويُيسرّها . وبناءً على هذا تبرز الحاجة الماسة إلى خلق فضاء يجمع الباحثين المهتمين بقضايا اللسانيات التطبيقيّة وتعليم اللغات ،وهو ما تجسّد بإنشاء هذا المخبر ،الذي يجمع بين البحث العلمي النظري والبحث التطبيقي ،و يضمّ مجموعة من الباحثين المتعدّدي التخصّصات ،الذين تنتظم أعمالهم وأبحاثهم حول المحاور الأساسيّة المهيكلة لنشاط المخبر ،والمتمثّلة في :
- تعليميات اللغات (Didactique des langues) ،إذ يهتم المخبر بالبحث في قضايا تعليم اللّغات الوطنية والأجنبيّة ،بإعداد دروس إلكترونيّة (رقمية) ،و دروس باللغة العربيّة للكبار والأجانب والفئات الخاصّة حسب الطلب (وزارات،شركات،مدارس عمومية وخاصّة...)،بالإضافة إلى إنجاز قواميس متعدّدة اللغات ،متخصّصة في تعليميات اللغات ،و قواميس مدرسيّة لمختلف المراحل والأطوار التعليميّة .
- المعالجة الآلية للّغات(Traitement automatique des langues)؛ أي البحث في مجال تطوير أدوات التشخيص الآلي واستعمال الوحدات اللغويّة من أجل التعامل مع المعلومة النصيّة في الوثائق الإلكترونيّة .
- علم المصطلح(Lexicologie)؛ بوضع قوائم مصطلحات متخصّصة لتلبيّة حاجيات الإدارات والهيئات ،وإعداد رصيد لغوي خاص بالبرامج الموجّهة لمحو الأميّة ،وإعداد رصيد موحّد للغات التخصّص (الرياضيات،الفيزياء،الطب...)
- علم الأصوات(Phonétique)؛ من خلال وصف الكلام من الناحيتين الفيزيولوجية والفيزيائية سواء في حالات طبيعيّة أو مرضيّة .
- المعجميات(Lexicographie) ؛بإعداد قواميس مدرسيّة وأخرى متخصّصة.
- علم الاجتماع اللّغوي(Sociolinguistique)؛عن طريق دراسة مظاهر احتكاك اللّغات (Contact des langues) وأثرها في التعليم والتعلّم.
وبكلّ هذا تبرز أهداف المخبر في :
- توظيف البحث العلمي النظري في مجال اللسانيات التطبيقيّة وتعليميات اللغات.
- استعمال الوسائط الرقمية في تعليم اللغات (Les Moyens numériques) وفي إعداد الوسائل البيداغوجيّة.
- توفير الشروط الملائمة لإنجاز بحوث لسانيّة كفيلة بتطوير تعليم اللغات الوطنية والأجنبيّة ببلادنا.
- إعداد بنك معطيات مصطلحيّة (Banques des données terminologiques) ونصيّة في اللغات الوطنيّة والأجنبيّة بهدف توفير الموارد اللسانيّة المساهمة في :
- إنجاز قواميس ورقيّة وإلكترونيّة (رقميّة )وبرامج تصحيح إملائيّة خاصّة باللغات.
- إعداد مدونات لغويّة وطنيّة قصد تسهيل عمليّة تحويل المعارف العلميّة والتقنيّة الحديثة إلى اللغات الوطنيّة.
- إعداد دروس إلكترونيّة في اللّغات للدعم والمعالجة (Consolidation et remédiation).