تقرير عن فعاليات الملتقى الوطني: "دور النّصوص الأدبية التّعليمية في الحفاظ على الذّاكرة وترسيخ الهوية الوطنية" 27/28 نوفمبر 2024

تقرير عن فعاليات الملتقى الوطني: \"دور النّصوص الأدبية التّعليمية في الحفاظ على الذّاكرة وترسيخ الهوية الوطنية\" 27/28 نوفمبر 2024تقرير عن فعاليات الملتقى الوطني: "دور النّصوص الأدبية التّعليمية في الحفاظ على الذّاكرة وترسيخ الهوية الوطنية"    27/28 نوفمبر 2024

 

في إطار الاحتفالية بسبعينية ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، نظّم مخبر اللّسانيات التّطبيقية وتعليم اللّغات– كليّة اللّغة العربية وآدابها -  يومي 27 و28 نوفمبر 2024م، الملتقى الوطني الموسوم :

"دور النّصوص الأدبية التّعليمية في الحفاظ على الذّاكرة وترسيخ الهوية الوطنية،" وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى، بكلية اللّغة العربية وآدابها واللغات الشرقية .

بعد تلاوة القرآن الكريم والوقوف بكلّ فخر للنّشيد الوطني، وبحضور ممثّل وزير المجاهدين، وكذا ممثلّي هيئات وطنية مختلفة، افتتح أشغال الملتقى البروفيسور السّعيد رحماني مدير جامعة الجزائر2 ، مبرزا أهميّة موضوع هذا الملتقى والتوقيت الموائم لإجرائه، وكذا حسن اختيار محاوره من قِبل المخبر المنظِّم لهذه التّظاهرة الوطنية.

كما قدّم عميد كليّة اللغة العربية وآدابها، البروفيسور علي بورنيسة، كلمة ثمّن من خلالها أهمية المواضيع التي تُطرح في هذا الملتقى شاكرا جهود المخبر العلمية، التّي تمسّ البحث العلمي عموما، وقضايا التّعليمية وعلاقتها بالبعد الوطني الجزائري خصوصا، راجيا النّجاح لأشغال الملتقى من خلال توصيات عملية.

تناولت أخيرا، البروفيسور حفيظة تزروتي، مديرة مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللّغات، رئيسة الملتقى الوطني، أهميّة أبعاد هذا الملتقى، انطلاقا من إشكاليته الجوهرية، وهي دور النّصوص الأدبية التعليمية في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية، من خلال لغات التّدريس، اللغة العربية و اللّغة الأمازيغية باعتبارهما لغتين رسميتين ووطنيتين ، وكذا اللّغات الأجنبية الأخرى، الفرنسية و الإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، وذلك بغرس روح الوحدة الوطنية وبناء جيل واعد متشبّع بروح المسؤولية الفردية والجماعية تجاه وطنهم الجزائر، راجية من جميع المشاركين، أساتذة وخبراء متدخلّين وكذا من جمهور الحاضرين العمل على إنجاح أشغال الملتقى والخروج بتوصيات ثريّة، قيّمة وتطبيقيّة، حتى تكون لبنة في الصرح المعرفي والبحثي في ميدان تعليميّة اللّغات.

انطلقت أشغال الملتقى يوم 27 نوفمبر 2024م واستمرت إلى 28 نوفمبر2024، وسط أجواء علمية وفكرية راقية، ومداخلات ومناقشات جدّ قيّمة، تناول من خلالها المتّدخلّون دور المواد اللّغوية في ترسيخ الذاكرة وبناء الهوية الوطنية ومدى مطابقة محتوياتها باللّغتين الوطنيتين وكذا اللّغات الأجنبية للغايات التّي تسعى السياسية التربوية الوطنية لإرسائها وترسيخها في نفوس المتعلّمين  ببناء خطاب تربوي ناجع للحفاظ على مكتسبات الأمّة.

الممِيّزُ لهذا الملتقى هو حضور خبراء متدّخلين من مختلف جامعات الوطن ومن تخصّصات متنوّعة وبلغات متعدّدة، بدءا من ممثلّي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أساتذة التّاريخ، متخصّصي التعليميّة، متّخصصي وضع المناهج التعليميّة الوطنية، أعضاء من اللّجنة الوطنيّة للمناهج، إذ تنوّعت المداخلات خلال اليومين بين إبراز مفهوم الذاكرة الوطنية و الهوية الوطنية وعلاقتهما بالتّاريخ الجماعي للأمة، ودور اللّغات في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس المتعلّمين سواء أكانت اللّغة العربية  أم اللّغة الأمازيغية أم  اللّغات الأجنبية،

فكانت المدارسة خلال الملتقى باللّغة العربية، واللّغة الأمازيغية، واللّغة الإنجليزية، واللّغة الألمانية واللّغة الفرنسية، مبرزةً أهميّة النّصوص التعليمية المكتوبة بهذه اللّغات في ربط المتعلّم الجزائري بهويته وإرثه الثقافي الثري والغنيّ، مع الانفتاح على ثقافات اللّغات الأجنبية،  فرّكزت على دور هذه اللّغات في ربط العلاقة بين الذّاكرة الوطنية والهوية الوطنية، ومدى استيعاب السياسة التربوية للدور المنوط بها من خلال تكريس الذاكرة وبناء الهوية الوطنية، وكذا استراتيجيات بناء الهوية الوطنية وتجسيد الذاكرة من خلال النّصوص التعليمية باللّغتين الوطنيتين و اللغات الأجنبية، وأثر هذه النّصوص التعليميّة المكتوبة بمختلف اللّغات  المعتمدة في إعداد متعلّم محافظ على ذاكرته ومعنّز بانتمائه العربي الأمازيغي

اختتم  الملتقى برئاسة البروفيسور حفيظة تزروتي و بحضور عميد كلية اللّغة العربية وآدابها بتلاوة توصيات مهمّة هي عصارة الملتقى بعد أربع وعشرين (24) مداخلة علمية، تُوّج بها هذا الملتقى الوطني المميّز، ولعلّ أبرزها هي :

  • ضرورة القراءة الفاحصة والمثمرة للتراث الفكري والإرث الثقافي لعلماء الجزائر ومفكرّيهم عبر تاريخها الثّري لاستفاء ملامح ومصادر الهوية الوطنية و الذاكرة الجماعية
  • ضرورة ترقية مكانة الذاكرة الجماعية في المناهج التّعليميّة
  • ضرورة الالتفاف حول الذّاكرة التّاريخيّة والهويّة الوطنية وقيمهما في السياسة التربوية الجزائرية،
  • الاعتماد على استراتيجيات واضحة وبينّة وعلميّة لبناء معرفة فعلية فيما يتعلّق بالذّاكرة الوطنية،
  • تضمين محتوى كتب اللّغة العربية والأمازيغيّة واللّغات الأجنبيّة بنصوص قرائية وأنشطة داعمة لها، تعزّز الهوية الوطنيّة،
  • ضرورة التكافؤ بين النّصوص التّعليميّة بالّلّغة العربية و اللّغة الأمازيغية واللّغات الأجنبية في بناء الهوية الوطنية.

وكانت الالتفاتة طيّبة بتكريم فريق مخبر اللسانيات التّطبيقية وتعليم اللّغات، أساتذةً وباحثين وطلبة  للأستاذة الدّكتورة رشيدة آيت عبد السّلام، بعد تقاعدها عن التّعليم الجامعي خلال هذه السنّة، ملتّفين حولها بهدايا رمزية عالية المعاني.

تقدّم فريق مخبر اللسانيات التّطبيقية وتعليم اللّغات في ختام الملتقى بامتنانه الخالص إلى البروفيسور علي بورنيسة عميد كلية اللّغة العربية وآدابها واللغات الشرقيّة، الذي وفرّ كلّ الإمكانيات والوسائل الماديّة لإنجاح الملتقى، وكذا دعمه المتواصل إلى غاية اختتام أشغاله.

اتصل بنا

مخبر اللسانيات التطبيقيةوتعليم اللغات

لاستفساراتكم وأسئلتكم اتصلوا بنا:

  • البريد الالكتروني: lael@univ-alger2.dz
  • العنوان: 02 شارع جمال الدين الأفغاني. بوزريعة. الجزائر