اليوم الدراسي " المدونة في الدراسات اللسانية ـ تأسيساتها النظرية ومناهج تحليلها ـ

Twitter

تقرير عن فعاليات اليوم الدراسي " المدونة في الدراسات اللسانية  ـ تأسيساتها النظرية ومناهج تحليلها ـ المنظّم بتاريخ 27/04/2019

نظّم مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات يوما دراسيا بتاريخ 27 أفريل 2019  بعنوان:        " المدونة في الدراسات اللسانية – تأسيساتها النظرية ومناهج تحليلها  " لفائدة طلبة دكتوراه شعبة الدراسات اللغويّة .وقد افتتحت هذه التظاهرة العلمية على الساعة العاشرة صباحا بقاعة المحاضرات ببن عكنون من طرف مدير المخبر والأستاذ أمين قادري مسؤول اليوم الدراسي .

 ترأست الجلسة العلمية الأولى   الأستاذة ياسمينة طالبي وتدخلّ فيها كل من الأستاذين عبد الناصر بن بناجي و أمين قادري؛حيث قدّم الأستاذ  عبد الناصر بن بناجي مداخلة بعنوان " المدونة في اللسانيات البنوية: التأسيس والمنهج"  ،حيث تناولت الأسس الكبرى لتشكُّل المدونة في اللسانيات البنوية الأوروبية والأمريكية، من حيث التشكيل الأولي، ثم اللمسات التي أضافتها بعض المدارس البنوية مثل براغ والبنوية الأمريكية، وأوضحت المقابل المنهجي للمدونة في فكر اللساني تشومسكي ، وهو مفهوم المتكلم السامع المثالي.

كما  عرضت المداخلة أيضا  المفاهيم المتقابلة بين الاتجاهين البنوي والتحويلي في شكل جدليات ابتداء من الأصول الفلسفية للمدونة وملكة المتكلم، وعلاقتها بتصور العلاقة بين الإنسان والمعرفة، وصولا إلى طرائق استنباط المعرفة اللغوية في الحالتين، بالإضافة إلى تعريف المدونة في التقاليد البنوية وطرائق جمعها والمبررات العلمية لاعتمادها.

    أما المداخلة الثانية التي قدّمها  الأستاذ أمين قادري والتي عنونها بــ " لسانيات المدونة ومقتضيات ما بعد البنوية "  فقد كان موضوعها  لسانيات المدونة باعتبارها فرعا جديدا من فروع لسانيات ما بعد البنوية ، وقد تمّ فيها التعريف بهذا الفرع من خلال بيان إرهاصاته الأولية وعلاقته بتطور الطباعة، وشرح علاقته بمفاهيم تحليل المدونات في المدارس البنوية، وأهمها مفهوما الإحصاء والاستغراق.

اهتمت المداخلة أيضا بتعداد المقتضيات ما بعد البنوية لتأسيس لسانيات المدونة، مركزة على الحاجات الجديدة لمجتمع ما بعد ماي1968 بفرنسا خصوصا، وجنوح مراكز البحث إلى تحليل معطيات الشارع، والاشتغال على الخطابات العامة، وبيّنت الكيفية التي استفادت بها لسانيات المدونة من ميدانين مهمين هما: اللسانيات الكمية أو الإحصائية، والحاسوبيات التي تطورت تطورا رهيبا في العقود الأخيرة، لتفضي في الأخير إلى الحديث عن موقع العنصر البشري في تحليل المدونات اللسانية في ضوء التغيرات المذكورة.

فتح مجال المناقشة  بعد عرض المداخلتين للأساتذة والطلبة الحضور ،ثم تمّ  الانتقال إلى أشغال الجلسة العلمية الثانية التي ترأستها الأستاذة حورية عميروش ، مقدمة الأستاذين   محمد عثماني ، وسليمة آيت وعراب .

     عرض الأستاذ محمد عثماني مداخلته الموسومة بــــ " السماع اللغوي العربي القديم – مميزاته – طرائق جمعه  وتحليله " ،إذ عرّج من خلالها على  المدونة العربية التراثية التي كانت مصدر تأسيس العلوم اللغوية العربية معجمها ونحوها وصرفها، وهي المعروفة بالسماع اللغوي، وقد مسح المتدخل تأريخ تجميع هذه المدونة منذ الاشتغال الأول على استقراء النص القرآني، إلى تأسيس مفهوم جمع اللغة عند أبي عمرو بن العلاء(ت154هـ)، كما  ركز على تقنيات الجمع والسبر والاختبار وتوثيق المعلومات اللغوية والمواد النصية التي خضعت بعد ذلك للتحليل من قبل النحويين. و أشار أيضا إلى الفروق الإبستيمولوجية والمنهجية بين السماع اللغوي القديم و المدونات في اللسانيات البنوية ،مُظهرا مميزات السماع وفعاليته على مستوى تمثيل الظاهرة اللغوية.

تدخلت الأستاذة سليمة آيت وعراب بعد ذلك  بورقة بحثية  موضوعها " تحليل المدونة المنطوقة في التعليمية " والتي أبرزت من خلالها  أهمية تحليل المدونة التعليمية المنطوقة ، عارضة أنموذجا لتحليلها ،محدّدة  العناصر المكوّنة للمدونة التعليمية المنطوقة والتي قسمتها  إلى ثلاثة جوانب أساسية: أولها الجانب اللساني  ويندرج ضمنه كل من المستوى الصوتي، والإفرادي، والتركيبي، والنصي، وثانيها الجانب غير اللساني ؛ويضمّ التنغيم والوقف و الإيماء... وثالثها مسار إنتاج الخطاب.

هذا   ،وركّزت المداخلة على مسألة ضرورة تطابق المدونة  مع النص المنطوق ،إذ ينبغي أن تعكسه كما تم النطق به ،بتكرار كلماته وملفوظاته ، واستهلالاته وغيرها من الظواهر المرتبطة بأداء النص المنطوق ؛لأن هذه المظاهر تحيل إلى المسارات الذهنية التي ينتهجها المتعلم ، وأوصت في سياق ذلك بضرورة اعتماد مدونة مسجلة صوتا وصورة باعتبارها أوفى وأصدق وسيلة  تعكس حقيقة معطيات الإنتاج اللغوي في سياق إنتاجه بكل تفاصيله.

  فُتح  عقب هذه المداخلة باب المناقشة للحضور ، وتلا ذلك توزيع شهادات المشاركة على الأساتذة المتدخلين، واختتام فعاليات اليوم الدراسي في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا.