نظّم مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات يوم 05/06/2021 ندوة علمية في موضوع منهجية البحث العلمي لفائدة طلبة دكتوراه شعبة الدراسات اللغوية ، تحت عنوان: البحث العلمي: الأسس،السيكولوجيا وإدارة العمل،وذلك بالمدرج (ج) في مبنى الترجمة بجامعة الجزائر 2.
افتتحت الندوة على الساعة العاشرة والنصف من طرف مدير المخبر الذي رحّب بالحاضرين؛أساتذة وباحثين وطلبة، مركّزا على طلبة الدكتوراه الذين جاؤوا من جامعات أخرى لحضور فعاليتها ،وفي مقدمتهم طلبة جامعتي البليدة وتيبازة ،ثمّ نوّه بمجهودات باحثي المخبر التي أفضت إلى تقييم الوزارة لحصيلة نشاطات المخبر تقييما إيجابيا ،وكذا بمجهودات هيئة تحرير مجلة "اللسانيات التطبيقية "التي مكّنت من حصولها على الترقية إلى صنف ج بعد أربع سنوات من نشر أول عدد لها،ثم أحال الكلمة إلى مسؤولة التكوين في شعبة الدراسات اللغوية ومسؤولة تخصّص اللسانيات العربية على التوالي ،اللتين أثنتا على عزيمة طلبة الدكتوراه في الشعبة الذين التحقوا بمقاعد الدراسة بداية شهر رمضان لمجرد الإعلان عن انطلاق التكوين ،وذلك على الرغم من ظروف انتشار الوباء ومن تجشمهم عناء السفر من ولايات بعيدة في هذا الشهر العظيم.
أحيلت الكلمة بعد ذلك لمنظمة الندوة الدكتورة إسراء الهيب التي قدّمت عرضا مفصلا عن موضوع الندوة وأهدافها لتتولى الأستاذة ياسمينة طالبي تنشيط الندوة وتقديم المداخلات التي افتتحت بمداخلة الدكتورة إسراء الهيب الموسومة بـ : "سمات التفكيرالعلمي" والتي أبرزت من خلالها مسألة التفكير الخاطئ لدى كثير من الأشخاص نتيجة عدم امتلاكهم منهجا قويما، يرشد حركة تفكيرهم ويضبطها ويقربها من الاستواء والإبداع،خلافا للتفكير العلمي المرتب والممنهج بطريقة محدّدة تنظّمها الإرادة الواعية عند الإنسان، وجهده في جعل تفكيره يسير وفق أفضل تخطيط. وقد كثرت أساليب التفكير وتعدّدت خلال التطور السريع والمتلاحق في زمن الانفجار المعرفي، حيث أسقط العقل البشري الكثير منها ولم يصمد إلا ما أثبت تميزه من خلال نتائجه النظرية والتطبيقية في الميدان، مما ساعد على بناء العلم والمعرفة ومكّن الإنسان من فهم نفسه والعالم المحيط به.من هذا المنطلق ركّزت المداخلة وفصّلت في أبرز سمات التفكير العلمي .
تناولت المداخلة الثانية، وهي مداخلة الدكتور أمين قادري موضوع: "سيكولوجيا البحث العلمية-محطات في تجربة بحثية"، حيث قدّمت صورة شاملة عن النشاط السيكولوجي المصاحب لعلمية البحث العلمي، والذي قد يكون له دور وتدخل في سيرورة البحث، أو أثر في تعطّلها أو بطئها. مقسما العرض إلى قسمين: قسم قدّم فيه موقع الذات من البحث العلمي، باعتبار أن السيكولوجيا منهج علمي منصب على "النفس"، وتعرّض فيه لست وظائف للذات الباحثة وهي: القصدية والتخيل والتلقي والتأثر والتفكير والتأويل. ثم قسم ثان أبرز فيه العوارض السيكولوجية التي تعطّل سيرورة البحث أو قد تؤدي به إلى التوقف، أو تقوده في غير الاتجاه المطلوب الذي تسمه العلمية والموضوعية، وتعرّض فيه لأربعة عوارض أساسية وهي: الخوف والشك والضغط والملل. وقد ختم المتدخل محاضرته بتقديم إرشادات عامة من خلال ما أسماه ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية في البحث العلمي.
أبرزت المداخلة الثالثة للدكتور عبد الرحمان أكتوف :" الإجراءات التطبيقيّة لتنفيذ مخطط مشروع الدكتوراه و متابعته" التحديّات التّي تواجه طلبة الدكتوراه أثناء مسيرة تحضير الأطروحة و التّي تبدأ أساسا من الدافع الذاتي لبدء طريق البحث العلمي ثم إتمامه، مرورا بعملية التخطيط و متابعة التنفيذ، مجيبة عن سؤال : ما هي السبل التّي تمكّن طالب الدكتوراه من وضع مخطط لمشروع الدكتوراه بداية من طرح الإشكالية إلى غاية المناقشة، ثم متابعة تنفيذه ؟
فتح بعدها النقاش لطلبة الدكتوراه والماستر ،واختتم اللقاء في حدود الثالثة مساء بتوزيع شهادات مشاركة على الأساتذة المتدخلين والمنظّمين.