في إطار انفتاح الجامعة على القطاعات الأخرى ، واستجابة للتوجّه الجديد للوزارة الوصية والقاضي بربط مختلف البحوث والنشاطات العلمية بإشكالات التنمية وإعطائها أبعادا اجتماعية واقتصادية وثقافية واضحة، يشرع مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات في سلسلة من النشاطات العلمية التكوينية التي تساير هذا التوجه وتعود بالفائدة على الفرد والمجتمع والأمة، وتقدّم خدمة مباشرة للمواطن،وذلك من خلال مدّ الفاعلين في قطاع التربية والتعليم بالنتائج العملية لمختلف البحوث في مجال ديداكتيك اللغة العربية واللغات الأجنبية المنجزة من طرف باحثي المخبر، قصد الرفع من مستوى تعليمها وتعلّمها ، و ذلك من خلال تنظيم ندوات تكوينية ينشّطها باحثو المخبر بالشراكة مع مؤسسات قطاع التربية والتعليم العامة والخاصة.
وقد شُرع في هذا المسعى يوم 22 مارس 2022 بتنظيم أول ندوة تكوينية لصالح مربيات التعليم التحضيري التابعة لمدرسة الفتح القرآنية ببوفاريك ،حيث نشّطت الندوة من جانب المخبر الأستاذة هندة بوسكين وأطّرها باحث المخبر أيضا نصر الدين قدور،وكان ذلك في موضوع "دور القراءة المقطعية في تنمية الكفاءة القرائية لدى أطفال التربية التحضيرية"
افتتح الباحث ندوته التكوينية بتوضيح تعقيد العملية القرائية باعتبارها نتاج تكامل قدرات ومهارات إدراكية ولغوية ومعرفية وفيسيولوجية، بدءا من عملية فك شفرات الرموز الخطية المكتوبة إلى تحويلها إلى وحدات صوتية ومن ثمة فهمها، وهي المراحل التي تتدّخل في إنجازها الحواس (بصر وسماع) والعمليات العقلية (انتباه وذاكرة وإدراك وفهم ...الخ.)
وفي هذا السياق ،يقرّ الواقع أن فئة مهمة من متعلمي القراءة المبتدئين تعترضهم صعوبات تحول دون تمكّنهم من اكتساب كفاءة القراءة وتطوّرها بالشكل المطلوب، وهي صعوبات مختلفة ومتنوعة ،ستركز هذه الندوة التكوينية الأولى على جانب منها يتمثل في ضعف الوعي الفونولوجي (الصوتي) أو ما يطلق عليه بالوعي بالوحدات الصوتية لأنه من أبرز العوامل المؤثرة في اكتساب القراءة.
ويظهر ضعف الوعي الفونولوجي عندما نجد القارئ المبتدئ يعتمد على التعرف الشكلي للكلمات لأنه غير قادر على تفكيك وحداتها الخطية والمقاطع الصوتية المكونة لها، ولا على تحويل الرموز الخطية للأصوات المناسبة لها، فينتج عن ذلك أن يتوقف القارئ المبتدئ عند قراءة الكلمات التي أصبحت مألوفة بالنسبة إليه شكلا معتمدا في ذلك على تخزين الذاكرة لشكل هذه الكلمات لا على القراءة المقطعية لها.
من هنا يتجّلى دور القراءة المقطعية في تنمية الكفاءة القرائية لدى الأطفال منذ التربية التحضيرية، وهو ما ركّزت عليه هذه الندوة التكوينية من خلال معالجة العناصر الآتية:
- القراءة المقطعية،
- الوعي الصوتي،
- ما يحتاجه المتعلمون لتنمية الوعي الصوتي
- كيفية تنمية الوعي الصوتي لدى الأطفال
- مهارات الوعي الصوتي: (رصد المقطع، رصد القافية، العزل، الدمج، التقطيع، الحذف، الإضافة، التعويض، التجزئة المقطعية، مهارة التقطيع.)
- مفهوم المقطع الصوتي وأنواع المقاطع،
- دور القراءة المقطعية في تنمية الكفاءة القرائية لدى أطفال التربية التحضيرية.