نظّم مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة العلامة الأستاذ الدكتور أحمد فوزي الهيب ندوة وطنية يوم السبت 14 جانفي2023م في قاعة المحاضرات الكبرى بمبنى كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية، وقد تضمنت الندوة برنامجا قيّما وثريا على شرف حضور الأستاذ الدكتور المتقاعد: يوسف عروج والأستاذ الدكتور حواس بري وكذا قامات علمية من خارج جامعة الجزائر رافقت الفقيد في مشاريعه العلمية؛ امتدّت الندوة من 10.00 إلى غاية 15.00 زوالا.
افتتحت الندوة على الساعة 10.00 صباحا بتلاوة آيات بيّنات من قبل الطالب: سمير بوعبيبسة، تخصص: لسانيات عربية، تلاها النشيد الوطني ثم كلمات ترحيب وشكر واحتفاء بالمناسبة ألقاها كل من: رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الأستاذ: محمد عبد الكريم أوزغلة الذي ثمّن مثل هذه المبادرات وأثنى على تقدير رجال العلم والمعرفة ومنهم الفقيد العلامة أحمد فوزي الهيب كما بارك العدد الخاص الصادر عن مجلة اللسانيات التطبيقية في الذكرى الأولى تحت عنوان: "العلاّمة أحمد فوزي الهيب، جسر المشرق والمغرب، قراءة في الفكر، واستكشاف للمنهج"، ثم كلمة مديرة المخبر ورئيسة تحرير العدد الخاص: أد/ حفيظة تزروتي التي عدّدت خصال الأستاذ الراحل وجهوده في تكوين طلبة الدكتوراه، تلتها مباشرة كلمة المشرفة على الندوة ومديرة مشروع العدد الخاص من المجلة: أد/ هندة بوسكين التي أبرزت الأهداف المرجوة في مثل هذه المبادرات والفعاليات، فإن كان القصد من وراء إصدار العدد الخاص هو التعريف بمنتج العلاّمة أحمد فوزي الهيب - رحمه الله -الفكري والمنهجي، ووضعه بين يديّ القارئ من خلال تأملاتٍ قرائيةٍ لمفكرين وباحثين من داخل الوطن وخارجه بغاية مواصلة مشاريعه بمختلف تقاطعاتها المعرفية والعلمية، فإنّ الندوة تذكّر بقيم الرجل الأخلاقية والعلمية التي طالما وجّه طلبته من أبناء الجزائر للعمل بها، كما نوّهت المشرفة بعمل الفريق شاكرة أعضاءه، لتختم رئيسة اللجنة العلمية د/ إسراء الهيب الجلسة بعرض الجهود المبذولة في إعداد المشروع من اتصالات داخلية وخارجية وفرز المشاركات ومراجعة مضامينها لتُنهي كلمتها بشكر كلٍ باسمه.
ترأس الجلسة الأولى: د/ أمين قادري، وتضمنت شهادات حيّة في شخص العلامة وقيّمه، شملت كلمات لأساتذة من جامعة الجزائر: أد/ يوسف عروج، أد/ حواس برّي، أد/خناثة بن هاشم وتدخّلات مسجلة من بلد الفقيد " سوريا" تعود إلى: الأستاذ المؤرخ محمد قجّة" رئيس جمعية العاديات"، أد/ محمد طبّاخ، وأد/ رود أحمد خبّاز. واختتمت الجلسة بعرض فيديو عنوانه "سيرة ومسيرة العلاّمة الهيب في الجزائر" تلاه تكريم شرفي أسداه طلبته من تخصص: بلاغة عربية ودراسات أسلوبية لابنته " د/ إسراء الهيب" سلّم لها ، تُبع بتكريم أد/ سيدي محمد بوعياد، المدير السابق لمخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات من قبل الطلبة أنفسهم.
اقتصرت الجلسة الثانية على مداخلات علمية لأساتذة باحثين من جامعة الجزائر وخارجها، ترأسها أد/ لعموري الزاوي، شارك فيها كل من: د/إسراء الهيب بمداخلة:" العلامة أحمد فوزي الهيب، مسيرة علم وكفاح" سلطت الضوء على مسيرته العملية ونشاطه الثقافي، وأبرز القامات العلمية في الأدب والنقد والفقه التي تعامل ووثّق علاقته بها، مع عرض لومضات من شعره وأهم موضوعاتها التي منها الغربة والوحدة والحنين والتصوف. ومن جامعة زيان بن عاشور، الجلفة شارك أد/ الطيب بلعدل بمداخلته العلمية: " فلسفة التحقيق ومتعلقاتها عند فوزي الهيب، ملامح عامة حول مشروعه" تناول فلسفته في التحقيق من خلال مجمل أعماله التحقيقية المتوفرة .وقد تتبع فيها كل ما له ارتباط بمناهج التحقيق من الوجهة النظرية كما فهمها الدكتور رحمه الله ومن جهة الممارسة التي بدا له أنه قد جاء بإضافات متعلقة بعمق فهمه للتراث وتصوره الواعي بقيمة المخطوطات وأهمية تحقيقها تحقيقا مستوفيا لها ولحقها من كمال الظهور.تلاه من الجامعة نفسها أد/ عطية هزرشي بمشاركته" منهج أحمد فوزي الهيب في تحقيق النصوص من خلال تحقيقه ديوان ابن الوردي" تحدث عن تميّز منهجه في تخريج النصوص ،فقد وقف عند ما يحتاجه النص من تخريج وشرح وتوضيح، فهو لا يطيل الشروح ولا يوجعها وإنما يعطي النص حقه من التحقيق، وبهذا ينال صفات المحقق الحقة كالرغبة والعشق لفن التحقيق وقوة الملاحظة والصبر والاناة إضافة إلى الإلمام بقواعد التحقيق والدراية العميقة الكافية بهذا المنهج .
وأما مداخلة د/ أمال أورابح " ظاهرة التصنع البديعي في أدب العصر المملوكي: دراسة وتحليل في كـتاب (التصنع وروح العصر المملوكي) لأحمد فوزي الهيب"،فقد تضمنت موقف المؤلف تجاه ظاهرة التصنع البديعي المنتشرة في العصر المملوكي، الموقف الداعي إلى إعادة النظر في الحكم الجائر بحقّ هذه الظاهرة دون توخي الأسباب الكامنة وراء ذلك، وهو الموقف الملحّ على ضرورة إنصاف الظاهرة وإعطائها حقّها. بينما ركزت مشاركة د/ أمين قادري " تحقيق النص الشعري عند أحمد فوزي الهيب، قراءة في تحقيق كتاب الدّر المنتخب" على الإشكالية التالية: ما هي المنهجية التي اعتمدها المحقق أحمد فوزي الهيب في تحقيق النص الشعري ضمن مدونة غير شعرية بالأساس، ممثلة في كتاب الدر المنتخب، وما هي استراتيجية التعليق عليه في ظل ضخامة العمل؟
ترأس الجلسة الثالثة والأخيرة، د/ عبد الرحمان أكتوف، وانحصرت مشاركاتها في مداخلات لطلبة الدكتوراه ممن تتلمذوا على يديّ الأستاذ الدكتور أحمد فوزي الهيب ـــ رحمه الله ــ وهم ينتمون إلى التخصصات التالية: بلاغة عربية ودراسات أسلوبية، لسانيات عربية، ونقد قديم، ولسانيات تطبيقية، تحدّث الطالب الباحث: عبد القادر عيدي في مداخلته" الأدوات المنهاجية والوسائل التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية وتعلّمها من منظور أحمد فوزي الهيب" عن أبرز جهود الدكتور الهيب والتي مثّلتها جملة الأدوات المنهاجية في تعلّم اللغة العربية و تعليمها كما كشف عن دعوته إلى تعريب الحاسوب وتفعيل الوسائط الإلكترونية. وأما الطالب الباحث أسامة محمدي بمساهمته "الآليات العلمية والمنهجية لتلقي نص الأدب المملوكي وتأويله. دراسة أحمد فوزي الهيب لشعر ابن الوردي نموذجا" فقد ذهب إلى استنتاج الآليات العلمية والأدوات المنهجية التي استأنس بها الأستاذ الدكتور أثناء تعاطيه مع نصوص الأدب المملوكي وتقويمها قصد إنصافها أمام الأحكام القبلية التي طالما غضت من الجودة الفنية لأدب هذه المرحلة. وقدمت الطالبة الباحثة: فاطمة الزهراء صغير مداخلة " التأريخ للتاريخ الأدبي، قراءة في كتابي فوزي الهيب، الحركة الشعرية زمن المماليك والحركة الشعرية الأيوبيين في حلب الشهباء" تتحدثت فيها عن إعادة العلاّمة التأريخ للأدب العربي ومراجعته بمنظار المحقق فكان للحركة الشعرية زمن المماليك والأيوبيين نصيب من درسه وتحريه المعطيات و النتائج.
اختتمت الندوة بتشريفات وتكريمات وتوزيع نسخ من العدد الخاص من مجلة اللسانيات التطبيقية على الأساتذة والطلبة الباحثين وكذا كل من حضر الندوة وأسهم في إنجاح فعاليتها